السبت، 2 يناير 2016

تدخلات نظام الملالي في سوريا

زجّت قوات الحرس الإيراني بالكثير من قيادييها وكفاءاتها العسكرية والميدانية، ومنهم قادة كبار شاركوا في حرب الخليج الأولى في محاربة الشعب السوري، حسب المعارض الإيراني 'مرتضى آزاد'.
وقال لـ'زمان الوصل' إن إيران تعتبر الهزيمة في سوريا بمثابة ضربة مميتة لنظام ولاية الفقيه برمته، مما جعل الأخير يغوص أكثر مما مضى في المستنقع السوري عقب خسائر قوات الحرس الفادحة في سوريا خاصة بعد مقتل 'حسين همداني' وإصابة قائد 'فيلق القدس' الجنرال 'قاسم سليماني' الذي لا يزال مصيره مجهولاً حتى الآن.
وتحدث المعارض المنتمي إلى تجمع 'المقاومة الإيرانية' عن تقارير مسربة من داخل قوات الحرس الإيراني تشرح تفاصيل التهاوي المريع لمخططات ملالي إيران في سوريا، مؤكدا أنه عقب مقتل عميد الحرس قائد عناصر النظام في سوريا 'حسين همداني' عيّن خامنئي عميد الحرس 'محمد جعفر أسدي' وهو من أقدم قادة قوات الحرس ويرتبط بصلة قرابة مع المسؤول الإيراني 'جعفري' الذي يحظى بسجل حافل في تصدير الإرهاب والتدخل في دول المنطقة، ليكون قائداً لقوات الحرس الإيراني في سوريا، ويُعرف 'محمد جعفر أسدي' في سوريا–بحسب هذه التقارير- باسم 'أبو أحمد'.
وتشير معلومات إلى أنه انخرط في قوات الحرس في آذار/مارس 1979 وكان من قادة حرب الخليج الأولى بين إيرانوالعراقالإيرانية.
كما تولى 'أسدي' قيادة قوات الحرس الإيراني في لبنان على مدى الأعوام 2003-2007 واستلم قيادة القوات البرية عامي 2008
-2009 وأصبح في أكتوبر/تشرين الأول2015 قائد ما يسمى بـ'مقر الإمام الحسين، الذي يتولى مسؤولية تنظيم الأفواج بنفس التسمية لكنه يقوم بممارسة قمع الشعب الإيراني في الداخل، حسب 'آزاد'.
وبعد أن برزت آثار هزيمة النظام الإيراني في سوريا خلال الأشهر الماضية استنتج خامنئي وقادة قوات الحرس بأن 'قوة القدس' لا تستطيع بمفردها احتواء الموقف، ولابد من دخول قوات الحرس كلها في الحرب، كما يقول المعارض الإيراني.
وحسب المصدرفإن القوات البرية للحرس تولت مهمة إرسال القوى من مختلف المحافظات الإيرانية إلى سوريا، ووضعت قيادة عمليات تلك القوات في سوريا تحت إشراف عميد الحرس وقائد القوات البرية للحرس 'محمد باكبور'.
وكشف المعارض 'مرتضى آزاد' من المقاومة الإيرانية لـ'زمان الوصل' أيضا أن 'نظام الملالي وقاسم سليماني -مجهول المصير- تعهدا قبل بدء الغارات الروسية الجوية بأن تستعيد قواتهما المناطق التي فقدها 'بشار الأسد' في حلب وحمص بأسرع ما يمكن، مع بدء هذه الغارات.
* خطة محرم الإيرانية في سوريا
وفي 5 اكتوبر/تشرين الأول أي بعد عدة أيام من بدء عملية القصف الروسي -كما يقول محدثنا- التقى 'قاسم سليماني' و'حسين همداني' بخامنئي وأخذا الموافقة الأخيرة على خطة 'محرم العملياتية'. وأضاف 'آزاد':'على ضوء تلك الخطة كان على قوات النظام أن تُخرج مدينة حلب من قبضة القوى المعارضة إلى حلول يوم عاشوراء (24 أكتوبر 2015). إلا أن مقتل 'حسين همداني' في 8 أكتوبر عرقل الخطة، واستقر 'قاسم سليماني' في سوريا لتولي قيادة عمليات 'محرم' لكن إصابته أيضاً أفشلت الخطة بشكل كامل.
ولفت محدثنا إلى أن عددا من قادة الحرس الإيراني أوعزوا لقوات الحرس بالانسحاب من حلب إلى مناطق أخرى في سوريا بعد تلقي هذه القوات لضربات متتالية جنوبي حلب خلال شهري أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/ تشرين الثاني للحيلولة دون وقوع خسائر أكثر.
إلا أن خامنئي – والكلام لآزاد- أوعز في اجتماع مع قادة قوات الحرس بأن الحرب في تلك المنطقة تعد أمراً حيوياً للنظام الإيراني، ولا يجوز للحرس الانسحاب من حلب، بل عليهم تغيير أسلوب عملهم وتكتيكاتهم، ولذلك قام الحرس بنقل بعض قواه إلى جنوبي حلب.
وأكد المعارض الإيراني أن 'قوة القدس لا تزال ترسل إلى سوريا عناصر عميلة' لافتاً إلى أنها 'أرسلت بتاريخ 16 ديسمبر (2015) 400 عنصر، وفي يوم 25 ديسمبر(2015) أرسلت 800 عنصر من 'حركة النجباء العراقية' تم جلبهم من العراق إلى طهران وثم أرسلوا بالطائرة إلى دمشق.
كما أُرسل الأسبوع الماضي 300 شخص من مجموعة 'فاطميون' وهم من الرعايا الأفغان المقيمين في إيران إلى دمشق.
ونوّه 'مرتضى آزاد' إلى أن 'قوات الحرس الإيراني غيّرت في الآونة الأخيرة بعض تكتيكاتها بعد أن تلقت الكثير من الضربات والهزائم طيلة الشهور الماضية' وتمثل هذا التغيير– كما يقول- بتسليم المناطق التي تحتلها إلى قوات موالية للحرس كـ'حزب الله' اللبناني بدلاً من تقديمها إلى جيش الأسد بسبب خسارات الأخير لتلك المناطق على أيدي القوى المعارضة ما تسبب بوقوع خسائر جسيمة في صفوف قوات الحرس الإيراني وجيش النظام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق