الجمعة، 22 يناير 2016

المقاومة الايرانية و روحاني



تجذب الزيارة المتوقعة للرئيس الايراني، حسن روحاني لباريس، إنتباه المراقبين و المحللين السياسيين من عدة نواحي خصوصا وإنها تتزامن مع العديد من الاحداث و التطورات المرتبطة بالاوضاع في إيران و تداعياتها المختلفة، وهي زيارة کان يجب لها أن تتم في نوفمبر من العام الماضي، لکن الهجمات الارهابية التي حدثت في باريس حالت دون ذلك و أجلتها الى 28 من الشهر الجاري.
الرئيس الايراني وهو يتوجه الى الى باريس، فإنه يطمح الى کسب ود الفرنسيين کي يمدوا يد العون للجمهورية الاسلامية الايرانية کي تواجه الکم الهائل من المشاکل و الازمات التي تعاني منها بشدة، ويحاول روحاني توظيف شعاراته الاصلاحية من أجل ذلك، رغم إنه لم يقم لحد الان بأي إجراء أو خطوة إصلاحية تثبت ذلك، غير إنه وفي الطرف الآخر، تقف المقاومة الايرانية ضد هذه الزيارة و تعتبرها أفضل فرصة مناسبة لفتح سجل روحاني و تقديم کشف لحساباته و ماقد قام به طوال العامين الماضيين بشکل خاص و الاعوام الاخرى التي قضاها في خدمة النظام.


بقدر ماسيبذل روحاني من جهد لإنجاح زيارته و السعي من أجل تسليط الاضواء على شعاراته الاصلاحية، فإن المقاومة الايرانية ستقوم من جانبها بتحرکات و نشاطات واسعة مضادة من أجل إفشال الزيارة و لفت الانظار الى کذب و زيف الشعارات الاصلاحية لروحاني و الانتهاکات واسعة النطاق في مجال حقوق الانسان و تصاعد الاعدامات و کذلك الفشل الکبير في المجال الاقتصادي و تصعيد التدخلات في المنطقة، وبطبيعة الحال فإنه وفي ظل کل هذا فإن من المتوقع أن نشهد صراعا محتدما و إستثنائيا بين الطرفين.
باريس التي هي معقل للمقاومة الايرانية و طالما تمکنت من تنظيم التجمعات الاحتجاجية الضخمة ضد سياسات الجمهورية الاسلامية الايرانية ومن ضمنها مزاعم روحاني بشأن الاصلاح و الاعتدال، وإنها و في معقلها الاساسي الذي سيطل عليه عليه روحاني، سوف تعمل کل مابوسعها من أجل تجسيد و بلورة موقف نوعي واضح من هذه الزيارة و التي من أبرز سماتها تلك التظاهرة الضخمة التي دعت إليها في 28 من هذا الشهر أي يوم الزيارة، ضد تصاعد الاعدامات و تصدير التطرف الى دول العالم المختلفة، وفي کل الاحوال سيکون يوم 28 کانون الثاني القادم يوما مشهودا و غير عاديا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق