الاثنين، 11 يناير 2016

كلمة مريم رجوي في اللقاء بحماة المقاومة الايرانية الفرنسيين في أفيرسورواز


مريم رجوي
إن التطرف يمارسون أعمالهم على أساس معاداة أتباع سائر الديانات ولكننا أثبتنا نحن واياكم طيلة هذه السنوات تعايشا  وصداقة فذة

أيها الأصدقاء والجيران الأعزاء
أتقدم باسم الشعب الايراني والمقاومة الايرانية بالتهنئة والتبريك بمناسبة حلول العام الميلادي الجديد 2016 وأتمنى لجميع الفرنسيين عاما مقترنا بالسعادة والاخوة. كما آملة أن يكون هذا العام لفرنسا عام التطور والسعادة والأمن ولأبناء شعبي عام الحرية.
ويقول الشاعر الايراني الكبير حافظ الشيرازي: تعال حتى نحطم فلك الجوزاء ونصمم تصميما جديدا..!!
و يكاد يكون حافظ كغيره من الشعراء الايرانيين كافة يعادون الرجعية الدينية والتطرف بشدة. انه وعند غزو  المغول لايران أنشد أشعارا أصبحت نغمة دائمة للأمل بالحرية والانسانية.
وهذا التحمس والشوق نراه هنا في مستهل العام الجديد.
وبينما بات عالمنا مستهدفا من قبل التطرف المغطى بالاسلام تعالوا لندعو بعضنا البعض لنبني صرحا جديدا لعالم خال من الفاشية  الدينية لملالي ايران والمتطرفين من قماشهم من أمثال داعش وتصميما جديدا لعالم قائم على أسس التسامح والحرية.
كما كان العام الماضي عاما صعبا للشرق الأوسط بسبب استمرار حمامات الدم في سوريا والعراق ومعاناة التشرد والاضطهاد.
وفي ايران أيضا كان العام 2015 عاما عسيرا بسبب قرابة ألف حالة اعدام في حكومة روحاني ما يسمى بملا معتدل. انه قصف المقاومين في ليبرتي بالصواريخ خلف عشرات القتلى.
ولكن في بحبوحة من كل هذا الظلام ظل يشتد سعار الأمل ليطلق الضوء على دربنا.
وخلافا لملالي ايران الذين لم يستطيعوا اخفاء رضاهم عن المجازر التي ارتكبها متطرفو داعش في باريس، اننا رأينا ذلك في الأمل والتضامن الرائع مع المقاومة الايرانية بعد تعرض ليبرتي للقصف بالصواريخ.
كما لمسنا هذا الأمل أيضا داخل ايران وبشكل أكثر حيوية في تظاهرات المعلمين في أرجاء البلد وبانتفاضة شهدتها محافظة أذربايجان أو كردستان وفي تجمع العوائل الغاضبة للسجناء السياسيين والمعدومين أمامسجن ايفين بطهران.  وسنرى هذه الشعلة في موجة احتجاج الفرنسيين على انتهاك حقوق الانسان في ايران عشية زيارة الملا روحاني لباريس في نهاية هذا الشهر. انه يحاول أن يتستر على الوجه الكريه للنظام الايراني. ان احتياله وما يقوم به الملالي الآخرون من خدع ما هو الا اساءة للضمير الانساني العالمي.
من جهة الملالي يضرمون النار في مقار البعثات الديبلوماسية الخارجية في طهران ومن جهة أخرى يظهر روحاني نفسه بعبارة معارضا لذلك. من جهة يبدي الملالي فرحتهم من مجزرة 13 نوفمبر ومن جهة أخرى يندد روحاني هذا الهجوم على الظاهر. انه توزيع للأدوار ولكنه لا ينطلي على أحد.
روحاني يدافع عن الاعدامات في ايران. في عهده تم اعدام أكثر من ألفي شخص كما انه يدعم ديكتاتورية بشار الأسد بصراحة. انه يبذل قصارى جهده لدعم الماكنة الحربية لقوات الحرس وقبل  اسبوعين انه أصدر توجيهات لتوسيع المنظومة الصاروخية لقوات الحرس. هذه كلها أمور يكرهها بالتأكيد الفرنسيون والايرانيون.
أيها الأصدقاء الأعزاء، في 2015 ورغم كل القسوة لاقى الملالي وداعش هزائم.
التراجع عن برنامج صنع القنبلة النووية هو هزيمة لهذا النظام. ان المقاومة الايرانية مرفوعة الرأس لكشفها عن هذا البرنامج ودفع الملالي الى طريق مسدود. ومن حسن الحظ وبسبب حزم الموقف الفرنسي في المفاوضات تم منع منح المزيد من التنازلات للنظام الايراني. والهزيمة الأخرى التي مني بها الملالي هي هزيمتهم الستراتيجية في سوريا في حين جعل تشكيل تحالف الدول العربية والاسلامية في المنطقة هذا النظام في عزلة.  انه كان انجازا مهما أن توحد العالم ضد التطرف المغطى بالاسلام. لأن مركز هذا التطرف طبعا في طهران.
وبهذه الانجازات نبدأ نحن العام 2016. كلما تركزت العالم على قلب التطرف أي نظام طهران وحلفائه كلما يقترب العالم الى السلام والأمن.
ان تنظيم داعش يمكن هزيمته ولكن في الخطوة الأولى يجب هزيمة ديكتاتورية الأسد التي خلقت بدعم من قوات الحرس الايراني الحاضنة الحيوية لداعش. اننا ندعو المجتمع الدولي ولاسيما فرنسا الى اعتماد سياسة حازمة لطرد النظام الايراني من سوريا والعراق ولبنان واليمن.
اننا ندعو العالم لاحترام نضال الشعب الايراني الرامي لاسقاط الملالي. المستقبل الذي ندافع عنه هو ايران بجمهورية يتسمها التسامح وقائمة على فصل الدين عن الدولة والغاءالاعدام وتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة.
أيتها السيدات وأيها السادة!اننا قطعنا مشوارا طويلا وصعبا. اننا اجتزنا ابتلاء 17 حزيران ودحرنا مؤامرات الشيطنة ضد المقاومة من قبل الملالي واللوبيات التابعة لهم. كما أغلقنا الملف القضائي ضد المقاومة الذي طال 15 عاما. وبفضل هذا التضامن كان لنا ولكم تجربة ايجابية للغاية. وهي تجربة التعايش بين أصحاب ثقافتين ودينين. الملالي والمتطرفون يمارسون أعمالهم على أساس معاداة أتباع سائر الديانات ولكننا أثبتنا نحن واياكم طيلة هذه السنوات تعايشا وصداقة فذة. واننا رأينا أن الفرنسيين هم أصدقاء الايرانيين والمسلمين الديمقراطيين والمتسامحين.  اننا يدا بيد قادرون على القيام بأعمال كثيرة. أعمال ضرورية من آجل الحرية وحقوق الانسان في ايران  وضرورية لهزيمة التطرف المتستر بالاسلام ومن أجل حماية المقاومين في ليبرتي.
اذن علينا أن نضاعف النضال هذا العام عدة أضعاف.
أشكركم  جميعا وأهنئكم بالعام الجديد مرة أخرى. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق