الأحد، 6 ديسمبر 2015

كلمة الدكتور محمد ملكي



كان اول رئيس جامعة طهران بعد اسقاط نظام شاه في ايران و قضي كثير من عمره في السجون النظام الملالي

جرت مراسيم تشييع الأم المجاهدة مهري جنت بور (الأم داعي) في مقبرة بهشت زهراء في طهران شارك فيها الدكتور محمد ملكي أول رئيس جامعة طهران بعد الثورة ضد الملكية الذي ألقى كلمة على مزار الأم مستذكرا هذه الأم  المكرّمة. يذكر  انه قضي 10 سنوات في سجون نظام الملالي ويعتبر من أبرز الشخصيات السياسية الوطنية الإيرانية.

 إنه قال: لا أعرف ماذا أقول بشأن عظمة هذه المرأة وهذه الإنسانة التي عاشت على طول حياتها حياة زينبية. إنها عاشت كزينب وربّت أبناء وقدمتهم إلى المجتمع ليس فقط أبنائها وإنما العديد من الأبناء الذين هم الآن ماوراء الحدود وتحت القصف الصاروخي ويعيشون معاناة ومشاكل جمة إلا أنهم واقفون كالطود الشامخ. هؤلاء هم أبناء هذه الأم. يا للسعادة لها، هناك كثيرون يولدون في هذه الدنيا ويعيشون فيها ويستمتعون منها ثم يذهبون إلا أن الاستمتاع الذي تحظى به هؤلاء الأمهات هو من نوع آخر.
أيتها الأم.... (وهو يخاطب الأم)
لا أعرف ماذا أقول عن حبك وعطفك وكلامك عندما كنت قادرة على التكلم وعن معرفتك ومواهبك ودماغك الذي كان يشتغل حتى آخر الأنفاس وكان نشطا.  
أقول فقط إن كثيرين صاروا يتامى بعدك. يقال إن الإنسان يصبح يتيما بعد وفاة أمه وفعلا إننا أصبحنا يتامى. 
إنك عشت حياة زينبية وعشت مثل زينب وكنت من زينبات العصر. ليستمع كلماتي ويسجلها اولئك المكلفون بهذا المهمة. نعم إني أقول بملء فمي إنك عشت حياة زينبية وكنت زينب عصرك. وهناك آلاف مثلك من أمثال الأم «دشتي»» التي رحلت قبلك بأيام. إنها رحلت قبلك هناك لتحضر الأرضية لك. 
اني أستميح من العائلة الإجازة لكي أقدم الشكر لكم أنتم الذين حضرتم التشييع مع كل المشاكل التي عندكم لتحضروا تشييع زينب عصرنا. إني قلت الليلة البارحة في مجلس الفاتحة للسيدة «دشتي» لا تكونوا قلقين. ان المجتمع وبكل ما يعاني من مشاكل وأعمال الفساد والسلطة التي لا يهمها الإفساد، يلد ويخلق باستمرار زينبا وحسينا.  
يولد أمثال زينب وحسين باستمرار. الشاه والملا سعوا على مدى 50 عاما أن يجففوا هذه الشجرة ولكن أبت أن تتيبس!
أتذكر بعبارة قالها سماحة آية الله منتظري في رسالة إلى خميني «كونوا مطمئنين بأن الفكر لا يمكن أن يزول بالقتل». وأنتم قتلتم وضربتم وقطعتم هذا الكم.. أطلقتم النار وضربتم بالفأس، أطلقتم النار وضربتم بالفأس على الجسم الأعزل، وعندما رأيت أن هذه الأعمال ليست كافية فأطلقت 80 صاروخا وكنت تظن أنك بفعلتك هذه تدمر كل شيء ولكن كن مطمئنا أن ليبرتي سيعود وسيصبح بعد شهر أو شهرين أجمل وأفضل وأحسن مما كان عليه من قبل.
طالما يوجد أناس حريصون على حال هذا الشعب  ومادام أناس يصرخون ويهتفون «اطلب العلم من المهد الى اللحد» ثم يشطبون كلمة العلم ويقولون «اطلب الحرية من المهد الى اللحد». 
العلم الذي لا ترافقه الحرية ليس علما. 
في الجامعة التي يوجد فيها ما يوصف بالاستاذ والعالِم ولكن لا يوجد فيها أي اهتمام بالوضع المزري الذي يعيشه المجتمع وهم يرون أعمال الاختلاس والنهب ويلزمون الصمت، نعم في مثل هذه الجامعة يجب أن نعود ونقول:  «اطلب الحرية من المهد إلى اللحد». لأنه اذا لم تكن الحرية وفي المجتمع اذا لم تكن الحرية فترون الحال على ما آل اليه الآن من تفشي السرقة والاختلاس والفساد والرذيلة. 
لقد ضحى الإمام الحسين والسيدة زينب كل ما كان لديهما من مرتخص وغال من أجل الحرية وصرخوا «هيهات منا الذلة». ونرى على طول التاريخ أن الحسينيين والزينبيين هم شامخون. 
إني أشكركم من جديد نيابة عن العائلة وأرجو منكم الحضور الى موقع المراسيم. 
وفي يوم الاثنين ستقام مراسيم الاستذكار لهذه الأم من الساعة الثالثة عصرا. والسلام عليكم. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق