الاثنين، 22 فبراير 2016

مهزلة الانتخابات




كتب : محمود سعد
الملا حميد رسايينظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية الذي إرتکز على مبدأ ولاية الفقيه، سعى منذ البداية للإيحاء بأنه نصير ومعين وسند للقضايا العربية والإسلامية ولاسيما قضية فلسطين، کما أنه حاول جهد إمکانه التأکيد على أنه نظام ديمقراطي تحرري مناصر للشعوب وهو إدعاء صدقته شريحة کبيرة من الشارعين العربي والإسلامي، خصوصا من حيث التأکيد على أن إيران تحظى لوحدها بنظام ديمقراطي يٶيد حصول شعوب المنطقة و العالم على الديمقراطية و الحرية، وإنه و طوال 37 عاما الماضية، ظل هذا النظام يطبل و يزمر لديمقراطيته مٶکدا بأن الشعب الإيراني هو الذي يتحکم بالنظام و الحکومة في إيران.


هذا النظام الذي أقام الدنيا و لم يقعدها بشأن تجربته السياسية ـ الفکرية و عزمه على تصديرها من خلال مبدأ"تصدير الثورة"، و ماقد أکده من نيته في إستنساخ تجربته في بلدان أخرى، لکن و بعد الدور الإيراني في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين، و ماقد جرى ويجري في هذه البلدان العربية  من مجازر ودمار ومصائب و ويلات من جراء التدخل الإيراني وتأسيس أحزاب و جماعات وميليشيات عميلة ومشبوهة لها هناك، أکد و بشکل واضح بأن مزاعم طهران بشأن"تصدير الثورة"، المزعومة ماهي إلا مجرد تخرصات وعبارات و مفاهيم عبثية لاوجود لها إطلاقا في الواقع.
 
إننا إذ نشكك بشفافية ونزاهة الإنتخابات الإيرانية ونعتبرها فاقدة للشرعية ومسرحية مجرد لعبة يقوم بها النظام من أجل المحافظة على نفسه والدعاية و الإعلام له، فإننا نود أن نلفت أنظار الشعوب والدول في المنطقة إلى ماجنته التدخلات الإيرانية السافرة على المنطقة وإنه لو کانت هذه التجربة
(نظام ولاية الفقيه)، تجربة إيجابية تخدم الشعب الإيراني وتلبي طموحاته ومطالبه وآماله، لکان يجب أن ينعکس ذلك على الدول التي تدخلت فيها، حيث أن الدمار والفرقة والانقسامات و الفتنة الطائفية هي التي تعصف بهذه الدول و لاوجود إطلاقا لتجربة ديمقراطية أو تحررية وانما هناك أحزابا و جماعات و ميليشيات عميلة و مشبوهة في تلك الدول تعمل ليل نهار من أجل المصالح الايرانية فقط دون غيرها.
الانتخابات القادمة لمجلس الشورى"البرلمان الايراني" و مجلس الخبراء الخاص بتعيين و عزل المرشد الاعلى للجمهورية، هي إنتخابات بالغة الحساسية لإنها تجري في فترة حرجة جدا من تأريخ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية حيث هنالك تراجع ملفت للنظر على مختلف الاصعدة و يکاد أن يختنق النظام من جراء رکام المشاکل و الازمات المختلفة التي يئن تحت وطأتها، وهي تشهد صراعا حادا بين الجناحين و سعيا جديا من أجل إقصاء الجناح الآخر، والملاحظ فيها إن الجناحان يعيان جيدا خطورة هذه المرحلة ولاسيما بعد هزيمة المخطط الاقليمي لطهران و الانهيار الوشيك للإقتصاد الايراني من جراء الهبوط الکبير في أسعار النفط و بالتالي حيرة النظام من کيفية معالجة أوضاعه في ظل ذلك.
  الجلد و السجن و التعذيب و الاعدام، کانت ولاتزال لسان حال نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ أکثر من 36 عاما، وإن هذا النظام و من دون هذه الممارسات لايمکنه البقاء ولو ليوم واحد کما أکدت لمرات عديدة السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، ولذلك فإننا نراه حتى وفي ذروة مزاعمه الواهية بشأن الاصلاح و الاعتدال فإنه لايکف عن ممارساته القمعية حتى بسجن و جلد رجال و نساء يطالبون بإطلاق سراح ذويهم لکونهم معتقلين بسبب أفکارهم الانسانية.

 إنها لمن مهازل القدر و سخريته أن يکون هناك من يصدق بأکاذيب و مزاعم جناح الاصلاح المزيف و ينتظر منه أن يبادر لإجراء تغييرات إيجابية لصالح حقوق الانسان و أوضاع الشعب الايراني، ذلك إن تجربة هذا النظام و طوال 36 عاما من عمره قد أثبت بإنه نظام لايٶمن إلا بلغة الجلد و السجن و التعذيب و الاعدام وقد جسد ذلك و بصورة واضحة جدا طوال أکثر من ثلاثة عقود و نصف من تأريخه.





















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق