الأحد، 22 نوفمبر 2015

التطرف باسم الإسلام خطر جديد يهدد العالم



كتاب «التطرف باسم الإسلام خطر جديد يهدد العالم»
تأليف: محمد سيد المحدثين
رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
عن: صحيفة «مجاهد» - العدد 148 (20 تشرين الثاني – نوفمبر 2001)

لاقت الطبعة الثانية لكتاب «التطرف باسم الإسلام خطر جديد يهدد العالم» الذي ألفه السيد محمد سيد المحدثين رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية إقبالاً واسعًا عليه بحيث تم بيع 6000 نسخة من هذا الكتاب خلال مدة قصيرة في أميركا وقد أصبحت نسخه في الوقت الحاضر نادرة في السوق مما دفع ناشر الكتاب إلى إعادة طبعه للمرة الثالثة.
وكان هذا الكتاب من أكثر الكتب السياسية بيعًا وإقبالاً عليه في شركات النشر الكبرى بينها شركات مثل بارنزاند نوبل وشركة بوردرز بوكس وشركة بريطانيا وشركة بوكس ميليون وشركة هيستينجر وأصبح يحطم الرقم القياسي للبيع بين 47 كتابًا صدر حول التطرف.
يذكر أن كتاب «التطرف باسم الإسلام خطر جديد يهدد العالم» صدر في عام 1993 في 15 فصول و225 صفحة من قبل دار «سون لاكس برس» للنشر في أميركا وباللغة الإنجليزية. وقد أعيد طبع الكتاب في الشهر الماضي بمقدمة مفصلة وملحقات جديدة من قبل دار النشر المذكورة ونشر في أميركا وأوربا.
وقد بحثت مقدمة الطبعة الثانية للكتاب بشكل عابر تطورات التطرف خلال السنوات الثماني الماضية مؤكدة أن التقليل من أهمية هذا التهديد الذي تشير المقاومة الإيرانية منذ سنوات وبإلحاح إلى وجوده يأتي مصدرًا للعديد من المشاكل التي يواجهه العالم اليوم.
إن هذا الكتاب قد استأثر باهتمام بالغ في الولايات المتحدة ليس فقط من ناحية خصوصيته الأكاديمية والدراسية وإنما من الناحية السياسية أيضًا. لأن العديد من الخبراء الأمريكان كشفوا أنه وخلافًا للسياسات الرسمية للحكومة الأمريكية والقائمة على استرضاء نظام الملالي فإن تقييمات مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية للتهديدات الدولية ودور نظام الملالي في هذا المجال والتي تم بحثها في هذا الكتاب أيضًا قد ثبتت صحتها بعد مرور ثماني سنوات عليها.
وفي ما يتعلق بهذا الكتاب قال «خالد دوران» الكاتب المعروف وأستاذ الجامعات الأمريكية في مقابلة أجرتها معه شبكة سي. إن. إن الإخبارية يوم 30 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي: «لست أنا الشخص الوحيد الذي كان قد تكهن بخطر التطرف وإنما تكهن به عدد من المسلمين المعتدلين أيضًا. ولكن من المؤسف جدًا أن كلامنا وتوقعاتنا لم تجد أذنًا صاغية طيلة هذه السنوات. ففي عام 1993 ألّف شخص كتابًا بعنوان "التطرف باسم الإسلام خطر جديد يهدد العالم". مؤلف هذا الكتاب هو محمد سيد المحدثين. لقد صدر الكتاب في واشنطن وأنا كنت أتمني أن يقرأ الجميع هذا الكتاب. ولكن ما حدث هو عكس ذلك تمامًا. مؤلف الكتاب محمد سيد المحدثين ينتمي إلى منظمة معتدلة مسلمة وهي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. ثم ماذا حدث؟ بعد عدة سنوات فوجئنا بإدراج مجاهدي خلق في قائمة المنظمات الإرهابية، لأن مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة قد تبادر في ذهنها فكرة جديدة وهي أن تستعطف وتسترضي الملالي ويمكن لها أن تكون صديقةً للملالي حكام إيران. فمن هذا المنطلق أدرجت المعارضة الإيرانية في قائمة الإرهاب. ففجأة تم إدراج جميع الإيرانيين سواء من الحكومة الإرهابية ومعارضيها أي المعارضة الإيرانية في قائمة الإرهاب وهذا يعني أنه لم يعد هناك في إيران أيّ شخص مرغوب فيه بل الجميع أصبحوا سيّئين غير المرغوب فيهم».
وفي مقابلة أخرى أجرتها معه إذاعة «صوت أميركا» يوم 17 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي في هذا المجال قال خالد دوران: «إن ما يجري في إيران ليس إلا لعبة. فهناك أفراد في الحكومة يمارسون هذه اللعبة متشدقين بالإصلاحية مما يثير الضحك في الحقيقة. إني أعرف خاتمي شخصيًا، فعند ما كنت أعمل في ألمانيا كان خاتمي إمامًا لجامع هناك. إننا أوقفنا حضورنا في الجامع بسبب كونه إمامًا فيه. إن هذا الرجل ينقصه أمر فقط وهو كونه مثقفًا. فلا فرق بينه وبين آية الله خميني إطلاقًا. إنه ليس أكثر من ديكتاتور. يعطي الأمر انطباعًا للمرء أحيانًا ليعتقد أن الحكومة الأمريكية لا تفهم هذا الأمر في الحقيقة، فيما أن الأمر تترتب عليه نتائج خطرة حقًا، لأن هناك حركة معارضة هامة في إيران وهي حركة مجاهدي خلق التي تعتبر بشكل أو آخر من أهم الحركات في العالم الإسلامي في هذه اللحظة. ومن أحسن الكتب الموجودة في أميركا كتاب صدر في هنا أي في واشنطن في عام 1993 من قبل رجل محترم وهو محمد سيد المحدثين بعنوان: «التطرف باسم الإسلام خطر جديد يهدد العالم». أتمنى لو كانت الشعوب تهتم بهذا الكتاب فإنه يتكهن بنحو أو آخر الأحداث التي وقعت في ما بعد».
وسبق ذلك أن عبّرت شخصيات أوربية وأمريكية بارزة عن إعجابها للكتاب المذكور. فتقول السيدة «جرجي آن غابر» الكاتبة والصحفية البارزة في أميركا: «إن هذا الكتاب يشرح لأول مرة وبكل التفاصيل وبأسلوب منطقي القصة غير المكشوفة لاستمرار التطرف باسم الإسلام في إيران بعد انتهاء الحرب الإيرانية العراقية. إن محمد سيد المحدثين يدلل القارئ إلى الدهاليز المظلمة لنظام الحكم الخميني كاشفًا أسباب وأساليب تصدير التطرف باسم الإسلام عبر شبكات الإرهاب. ويتضمن الكتاب حواشي دقيقة وموثقة ويفيد جدًا سواء للخبراء أم للقارئ الذي يريد أن يعرف المزيد حول واحدة من أهم الآفات في عصرنا الحديث».
كما وفي هذا المجال كتبت السيدة دافينا ميلر وهي باحثة بريطانية معروفة وأستاذة بارزة في جامعة سالفورد البريطانية: «إن كفاءة هذا الكتاب تعكس موقع وخلفيات مؤلفه محمد سيد المحدثين بصفته أحدًا من الأعضاء القدامى في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. إن مجاهدي خلق أخذوا إيديولوجيتهم من الإسلام كما فعله خميني. إلا أن أي تشابه بين هذا وذلك ليس سوى في الاسم فقط. إن المجاهدين وخلافًا لخميني وخلفائه يؤمنون بالحرية وحقوق الإنسان والقيم الديمقراطية. إن المواجهة بين المجاهدين والملالي الحاكمين في إيران تمثل حربًا بين قراءتين متناقضتين تمامًا للإسلام».
وفي الفصل الأول من الكتاب ورد تاريخ للتطرف والانطباعات والقراءات الرجعية والجزمية من الإسلام والتي تتناقض مع القراءة الأصيلة والحقيقية للإسلام. ويليه الفصلان اللذان يتناولان القمع وتصدير الإرهاب والتطرف باعتبارهما دعامتين لوجود النظام الحاكم في إيران كعاصمة التطرف في العالم، ثم يستخلص المؤلف في هذين الفصلين وبقراءة دقيقة لدستور نظام الملالي بأن تصدير الرجعية والتطرف تحول في نظام الملالي إلى أمر رسمي مؤطر قانوني. وعلى هذا الأساس يكشف الكتاب في فصله الرابع رؤى وممارسات نظام الملالي وقادته الذين يسمون نظامهم بـ «أم القرى للعالم الإسلامي» ويتطلعون إلى إحياء الخلافة العالمية للإسلام والإمبراطورية العثمانية.
وتناول الكتاب في فصوله اللاحقة الأرضيات الثقافية والاجتماعية لظاهرة التطرف والرجعية المتسترة بغطاء الدين وتدخلات المتطرفين الحاكمين في إيران في شؤون الدول العربية والإسلامية وبقية ربوع العالم.
وفي الفصلين التاسع والعاشر للكتاب تم شرح الأذرع العسكرية والاستخبارية والثقافية للنظام من أجل تصدير الإرهاب واستخدامه كأداة لتمرير سياسته الخارجية.
وفي الفصلين الآخرين للكتاب تم بحث مختلف الحلول والخيارات لرفض ظاهرة التطرف والإرهاب المقيتة، وتم التخلص إلى القول إنه ولغرض مواجهة غول التطرف الرهيب يجب التحلي بقراءة أو انطباع ديمقراطي تقدمي حليم من الإسلام وهذا سر بقاء مجاهدي خلق وكونها حزبًا أو منظمة سياسية كبيرة تمكنت من البقاء والوقوف بوجه نظام الملالي.
وفي ما يلي جوانب من مقدمة الطبعة الثانية للكتاب بعنوان «بعد ثماني سنوات، مازال الإرهاب والتطرف باسم الإسلام وجهين لعملة واحدة»:
يمضي ثماني سنوات ونيف على صدور كتاب «التطرف باسم الإسلام أكبر خطر يهدد العالم». خلال هذه الفترة حدثت تطورات كبيرة في العالم. وخلال هذه السنوات الثماني كانت ولا تزال فكرة ما إذا كان التطرف باسم الإسلام بقيادة طهران والذي يستغل الإسلام هذه الشريعة السمحاء ودين الرحمة والتحرر لتمرير نواياه الشريرة والخبيثة هو الخطر الأول الذي يهدد السلام والاستقرار والصداقة وحقوق الإنسان في العالم الحديث، تواجه تحديات مختلفة. إن البعض حاولوا وببحوث أكاديمية أن يثبتوا أن التطرف باسم الإسلام سيصبح معتدلاً على مر الزمن. وفي السياسة العملية حاول كثيرون أن يفتحوا باب الحوار والتفاوض مع هذه الظاهرة الشريرة وتقديم تنازلات لها. ومنهم العديد من الدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة. إن محاولة اغتيال السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية في ألمانيا من قبل وزارة مخابرات النظام الإيراني بإدخالها مدفع عملاق من عيار 320 ملم إلى أوربا ومحاولة اغتيال السيد ياسر عرفات رئيس دولة فلسطين والانفجار في الرياض والانفجار في برج الخبر في ظهران السعودية وتنفيذ 128 عملية إرهابية ضد مجاهدي خلق داخل الأراضي العراقية بما فيها تفجير حافلة مدنية تقل المجاهدين بالقرب من أحد المستشفيات ببغداد وإطلاق 77 صاروخ أرض أرض من نوع سكود على معسكرات المجاهدين في الأراضي العراقية مما أسفر عن استشهاد عدد كبير من المواطنين العراقيين بينهم أطفال ونساء تعتبر جزءًا صغيرًا من العمليات الإرهابية والعدوانية التي نفذها حكام طهران أو عملاؤهم وحلفاؤهم المتطرفون خلال السنوات الثماني الماضية وقتل خلالها آلاف من المدنيين الأبرياء. ولكن يبدو أن نوم الغفلة للعديد من صناع السياسة كان أعمق من أن يوقظهم دوي هذه الانفجارات ليصححوا خطوطهم ومساراتهم. حتى عند ما أعلن رئيس هيئة إذاعة وتلفزيون النظام الإيراني: «أن قصف معسكرات المقاومة الإيرانية داخل الأراضي العراقية يأتي بمثابة تحذير للدول الصغيرة في المنطقة من اللعب بذيل الأسد»، اختار العديد من الأطراف الدولية أن يصموا آذانهم.
إن تجارب الـ 22 سنة الماضية تؤكد لنا أن الإرهاب في عالم اليوم يمثل وجهًا آخر لعملة التطرف باسم الإسلام ويضمن استمرارية الأخير وإدامة حياته. فعند ما تواجه عدوًا رهيبًا ولكن تسعى فتح باب الصداقة والمساومة والمهادنة معه فمن المؤكد سوف يباغتك ذلك العدو ستراتيجيًا.

الإرهاب القائم على التطرف باسم الإسلام

إن الإرهاب أداء ونهج وتكتيك مصدره ومنهله يكمن في منظومة عقائدية سياسية موحدة. كما إن القوة المحركة والدافعة للإرهاب هي عقيدة أو إيديولوجية وقضية سياسية ومن دون هذه القوة المحركة يتجمد ويتوقف الإرهاب.
إن التطرف باسم الإسلام ولد بعد وصول خميني إلى السلطة في إيران عام 1979 بما يتسم به في الوقت الحاضر من المضمون والجوهر والنظرية والأبعاد والقوة. فإن نظام خميني في إيران قد حوّل فكرة تأسيس الحكومة الإسلامية العالمية من أمنية مستحيلة التحقيق إلى هدف ممكن التحقيق بالنسبة للعديد من المتطرفين وبعث فيهم الأمل وجعلهم مستظهرين مساندين على الصعيد العالمي.

«تصدير الإرهاب» هدف محدد


إن خميني لم يجعل «تصدير الإرهاب» وإقامة خلافة إسلامية عالمية فكرة أو قضية فحسب وإنما أضفى لهما طابعًا قانونيًا رسميًا في دستوره على هيئة برنامج أو مشروع وهدف محدد. فجاء في مقدمة دستور النظام: «نظرًا لمضمون وجوهر الثورة الإسلامية في إيران والتي كانت حركة لانتصار جميع المستضعفين على المستكبرين فإن جمهورية إيران الإسلامية توفر الأرضية وتمهد الطريق لاستمرار هذه الثورة داخل إيران وخارجها خاصة أنها تعمل على توسيع العلاقات الدولية مع الحركات الإسلامية والشعبية الأخرى بهدف تعبيد الطريق إلى تحقيق الأمة العالمية الواحدة وتعزيز مسيرة النضال من أجل إنقاذ الشعوب الفقيرة المضطهدة في العالم كله».
وورد في جانب آخر من مقدمة الدستور بعنوان «الجيش العقائدي»: «إن جيش الجمهورية الإسلامية وقوات حرس الثورة لا يتوليان فقط حماية الحدود وحراستها وإنما يحملان على عاتقهما رسالة أو مسؤولية عقائدية أيضًا وهي الجهاد في سبيل الله والنضال من أجل توسيع سلطة شريعة الله في العالم».

طهران عاصمة التطرف والإرهاب في العالم

إن نسبة ما لا يقل عن 90 بالمائة من الهجمات الإرهابية الكبيرة إن لم نقل جميعها خلال الثمانينات والتسعينات قد تم تنفيذها إما من قبل طهران مباشرة كعاصمة الإرهاب والتطرف باسم الإسلام وإما من قبل ربيبيها وعملائها أو من قبل التيارات التي وجدت إمكانية الحياة والتنفس في ظل وجود الملالي في طهران مستلهمة أو مدعومة منهم في نشاطاتها وتحركاتها، فيما أن المتطرفين لم يكونوا ضالعين في مثل هذه العمليات خلال السبعينات أو العقود السابقة لها. وفي ما يلي عدد من العمليات الإرهابية التي نفذها نظام الملالي أو المتطرفون المتأثرون منه أو الخاضعون لهيمنته وسيطرته:
احتلال السفارة الأمريكية في طهران واحتجاز الدبلوماسيين الأمريكان في عام 1979 الذي كان في الحقيقة إعلان حرب علنًا من قبل هذه الظاهرة الجديدة ويكشف بوضوح طاقتها الكامنة والهستريا الإرهابية التي تعاني منها، واحتجاز المواطنين الغربيين خاصة الأمريكان منهم في لبنان خلال الثمانينات وتفجير مقر القوة البحرية الأمريكية في لبنان في عام 1983 وتفجير طائرة بان أمريكن برقم 103 فوق لوكربي في عام 1988 وتفجير طائرة من نوع بوئينغ 747 التابعة للخطوط الجوية الفرنسية في مطار طهران وعمليات زرع القنابل في عام 1986 في شوارع باريس والتي أسفرت عن مقتل وجرح عدد كبير من المواطنين الفرنسيين وإرسال 51 طردًا من المتفجرات إلى العربية السعودية لقتل حجاج بيت الله الحرام ولكن تم كشفها قبل انفجارها وذلك في عام 1986 بالإضافة إلى قتل 400 من حجاج بيت الله الحرام في عام 1987 وقتل المعارضين خاصة من مجاهدي خلق في كل من ألمانيا وسويسرا وفرنسا والسويد وإيطاليا وتركيا وباكستان والإمارات وغيرها ومئات العمليات الإرهابية الأخرى التي أوقعت آلاف الضحايا في مختلف أرجاء العالم تمثل كلها فصلاً قصيرًا من السجل الأسود الطويل الحافل بالجرائم التي اقترفها التطرف باسم الإسلام بقيادة الملالي الحاكمين في طهران.

الرصيد التنظيمي والمالي للإرهاب والتطرف


إن تصريحات قادة النظام حول تصدير الإرهاب والرجعية تعتمد على رصيد مالي وتنظيمي كبير وشبكات واسعة داخل إيران وخارجها. فإن كلاً من وزارة المخابرات وقوات الحرس وبيت خامنئي ووزارة الخارجية ومنظمة الثقافة والاتصالات الإسلامية ووزارة الإرشاد (الإعلام) والعديد من الأجهزة الحكومية الأخرى في نظام الملالي تعمل مباشرة لتصدير الإرهاب. ومن المعروف أن الهيكلية التنظيمية لتصدير الإرهاب والتطرف في النظام قد تطورت في الوقت الحاضر بنسبة أكبر مما كانت عليه قبل ثماني سنوات أي قياسًا بالوقت الذي كان هذا الكتاب قيد التأليف.
إن جانبًا أكبر من وزارة مخابرات نظام الملالي خصص للنشاطات الإرهابية والتجسس في خارج البلاد الأمر الذي يعترف به العديد من أجهزة المخابرات في الدول الغربية.
وفصل آخر من الكتاب يشرح تفاصيل «قوة القدس» التي تم إنشاؤها كالقوة الخامسة لقوات الحرس بهدف تنفيذ عمليات إرهابية خارج إيران، بالإضافة إلى «منظمة الثقافة والاتصالات الإسلامية» التي هي جهاز كبير وموسع لها وجود في عشرات من البلدان وتبلغ مخصصاتها من ميزانية البلاد مئات الملايين من الدولارات وتقوم بتهيئة الأجواء لتصدير الرجعية والإرهاب وتجنيد مسلمين وعرب للمجموعات الإرهابية التابعة للنظام. وقد تم إنشاء هذه المنظمة بدمج 5 منظمات كبيرة فيها بأمر من خامنئي وتخضع إدارتها لإشراف مباشر منه.
هذا وإن سفارات وممثليات النظام خارج البلاد وكذلك المؤسسات التي تنشط على الظاهر في حقل الخدمات الثقافية والدينية في خارج البلاد تخدم كلها عمليات تصدير الإرهاب والرجعية. إن أبعاد الجرائم الإرهابية لنظام الملالي قد اتسعت إلى حد أنه وبالرغم من جميع الاعتبارات والمصالح السياسية والاقتصادية أكد جهاز القضاء في عدد من البلدان الخارجية خاصة البلدان الأوربية ضلوع قادة النظام في هذه الجرائم. فقد أعلن القاضي شاتلن قاضي التحقيق السويسري أن اغتيال الدكتور كاظم رجوي تم على أيدي 13 إيرانيًا كانوا يحملون جوازات سفر خاصة للمهمة الرسمية صادرة عن النظام الإيراني. وقد أعلن القاضي شاتلن في حزيران عام 1998 أن عملية الاغتيال هذه نفذت من قبل وزارة مخابرات الملالي. كما أعلنت محكمة اتحادية ألمانية في برلين في ختام محاكمة دامت أربعة أعوام في ما يتعلق بعمليات القتل في مطعم ميكونوس في حكمها الصادر في نيسان (أبريل) عام 1997 أن لجنة مكونة من كبار المسؤولين في النظام الإيراني وهم المرشد الأعلى ورئيس الجمهورية ووزير المخابرات ووزير الخارجية أصدرت أوامرها بالاغتيالات خارج البلاد بما فيها مجزرة ميكونوس. وقبل ذلك بفترة قصيرة أصدرت محكمة برلين الحكم باعتقال الملا فلاحيان وزير مخابرات النظام.
إن وصول خاتمي إلى الرئاسة أصبح ذريعة بالنسبة لأولئك الذين كانوا يريدون في الغرب المساومة والمضاربة مع نظام الملالي ويصفون خاتمي بأنه «إصلاحي» يدافع عن «المجتمع المدني» و«إزالة التوتر» ويبشر بـ «الديمقراطية». وكان هؤلاء الأشخاص يحاولون إثارة الوهم القائم على كون خاتمي «معتدلاً» وتصويره «وجهًا إنسانيًا» للتطرف واعتبار إيران الرازحة تحت سلطة الملالي «نموذجًا أو مثالاً للديمقراطية الإسلامية» بهدف تمهيد الطريق لتوسيع العلاقات مع النظام. ولكن الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية كانا يعرفان جيدًا منذ البداية أن خاتمي لا يريد ولا يستطيع أن يقوم بإصلاح هذا النظام العائد إلى عصور الظلام والذي لا يمكن إصلاحه وتعديله إطلاقًا.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق