السبت، 24 ديسمبر 2016

حلب مدينة تحمل على صدرها ألف ميدالية البطولة!


حلب هي العاصمة الاقتصادية لسوريا وثاني كبرى مدينة سورية وأحد المراكز التجارية المهمة منذ القرن السادس عشر ومنطلق النهضة الآدبية في الشام في القرن الثامن عشر. وأما بخصوص أهالي حلب قيل انهم أناس بشوشون وأصحاب العزة والتسامح وبعيدين عن الحقد الطائفي والتطرف.

في ظل مثل هذه الخلفية، أصبحت حلب منذ 6 سنوات حيث بدأت الثورة السورية جزءا مهما ولا يتجزأ من المعركة من أجل الحرية والنضال ضد ديكتاتورية الأسد.

هذه السابقة والسمات هي التي لم تتحملها أكبر القوة المتطرفة في التاريخ المعاصر في العالم وهبت الى تدميرها. نظام ولاية الفقيه الحاكم في ايران نهض فورا لدعم الديكتاتورية في سوريا وأرسل قواته المجرمة الى تلك الديار لتطبيق مخططاته الشريرة هناك.




بعد مواجهة ضارية وغير متكافئة وضعت حلب أوزارها الاسبوع الماضي واحتلتها ضباع ولاية الفقيه ولكن حلب والحلبيون هم المنتصرون على أعدائهم!

لأنه لم يحتلها العدو كما يحلو له وانما جعلت حلب من احتلالها من قبل العدو وصمة عار على التاريخ العالمي المعاصر. حلب كما كانت مشهودة لها ولشعبها صمدت وقاومت لتصبح مثالا للآخرين. انتصرت حلب وسجلت المستقبل باسمها. لأن من الدماء التي سالت من جسدها ستنهض أجيال من الأبطال سينتقمون من المعتدين اليوم على حلب ويدفنونهم في المقبرة الأبدية.

نعم، حلب هي مدينة بألف ميدالية بطولية تحمل على صدرها مع ألف درس من الشجاعة والحرية والانسانية وحب الوطن والحضارة الانسانية الحقيقية. وأصبحت حلب الآن نبراسا بيد أبنائها لكي يحصدوا ما روته دماء شهدائها المقاتلين من الشجاعة والتضحية.

***

وبينما ثار العالم ضد احتلال حلب على يد قوات الأسد والنظام الايراني فان السلطات الايرانية المحتلة وصفوا الاستيلاء على المدينة من قبل قوات الأسد بيوم العيد وأبدوا شكرهم.

ان الغضب والحقد الحيواني لقوات النظام الايراني في قتل الشعب الحلبي لا حد له. اعدام آلاف من المواطنين العزل في شوارع المدينة والى حرق الجثث الممزقة للأطفال والنساء وفتح بوابل الرصاصات على منتسبي المشافي وقوافل المدنيين و... كلها تشكل جوانب من الجريمة ضد الانسانية التي حدثت في هذه المدينة الخالدة.

واذا نظرنا الى المشهد الحقيقي السوري فنرى أن النظام الايراني هو الذي يقود الحرب ضد الشعب السوري بتحشيد قرابة مئة ألف من مرتزقته وعناصره. والا لكان النظام الآسدي قد سقط قبل مدة. وتؤكد آخر الوثائق حضور المجرم قاسم سليماني في شوارع حلب المحتلة. وأعلنت السلطات الايرانية أكثر من مرة أنهم يرون دعم الأسد واجبهم ولو لا يقاتلون في سوريا فان مشهد القتال لا محالة سينجر الى داخل ايران.

وفي نقطة النقيض فان المعارضة الايرانية تقف في الصف الأمامي لداعمي الثورة السورية والمعارضة السورية. وقالت السيدة رجوي ان « حلب هي ايقونة خالدة للصمود وللمقاومة وانها مصدر الهام لجميع شعوب المنطقة والاحرار من أجل التخلص من الفاشية الدينية الحاكمة في إيران وعملائها. ان هذا النظام يعد مصدر الأزمة في المنطقة والمسبب للمجازر في سوريا وله أكبر الأدوار في إنماء داعش وتمددها وديموميتها. فان السلام والهدوء في المنطقة لن يتحققان الاّ من خلال قطع الدابر لهذا النظام بصورة كاملة عن هذه المنطقة.

وأضافت : في الوقت الذي تجري فيه الإعدامات الجماعية في حلب على يد قوات الحرس وميليشياتها العملية، فان اللا مبالاة حيال كبرى جريمة بحق الإنسانية في القرن الواحد والعشرين حالة غير مقبولة على الاطلاق ومثيرة للإشمئزاز.

***

حلب هذه المدينة العريقة للحضارة الانسانية لم تهزم قط بل تحولت الى منعطف لاستمرار الثورة للشعب السوري. حلب ستنهض من جديد على خرابها وستبشر بزوال النظام الايراني ومرتزقته في المنطقة. انها رسالة قطعية تدوي من أحياء وشوارع هذه المدينة الحبيبة.

الثورة السورية ستستمر وتطمس تحت أقدامها النظام الأسدي. كما أن سقوط نظام ولاية الفقيه الحاكم في ايران آصبح قاب قوسين أو أدنى.

ويا للافق الوضاح الظاهر لهذه المنطقة من العالم. غداة عارية عن التطرف الاسلامي والارهاب والعنف والحروب الطائفية وعالم يلوح الأطفال السوريون بأصابعهم علامات النصر بملامحهم البريئة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق